No Result
View All Result
في عادة، بدأتها منذ الثمانينات، زارت ليليا (امرأة مسلمة من جزيرة جربة) هذا العام أيضا معبد الغريبة اليهودي بالرياض، برفقة أصدقائها من اليهود والمسلمين. ليليا قصدت المعبد محملة بسلة صنعت من السعف الجربي تحوي كمية من البيض، ودونت على كل بيضة اسم احد أصدقائها أو افراد عائلتها.
بخشوع، وضعت ليليا البيض في المعبد على أمل تحقيق الأماني بالزواج والإنجاب والشفاء.
ليليا، كما سكان جزيرة جربة، يتشاركون الأفراح والأحزان وبعض الطقوس الدينية.
ووضع البيض من بين طقوس الزيارة السنوية اليهودية الى كنيس الغريبة بجربة، أحد اقدم المعابد اليهودية في العالم، لكنه لم يبق حكراً على اليهود، حيث يشارك مسلمون في تأدية هذا الطقس للتبرك كما تفعل ليليا. فالبيض، لدى أهالي الجزيرة، يرمز إلى الخصوبة.
وبنبرة حنين، تستحضر ليليا أيام طفولتها في حومة السوق مع اصدقائها اليهود في المدرسة ذكريات قطعتها حشرجة بكائها لضحايا الاعتداء الذي جد مساء يوم 9 مايو 2023، بمحيط كنيس الغريبة وخلف 3 ضحايا من عناصر الامن التونسي واثنين من الزوار (تونسي وقريبه الحامل أيضا لجنسية فرنسية) إضافة الى عدد من المصابين.
العلاقات بين المسلمين واليهود في جربة وطيدة تستمد قوتها من عمقها التاريخي، حيث تربطهم منذ قرون علاقات صداقات وجيرة ومعاملات تجارية خاصة في مجال بيع المصوغ.
وتعرف جزيرة جربة بأنها ملتقى الأديان والحضارات والثقافات حيث يعيش فيها مسلمون ويهود ومسيحيون، يؤدون طقوسهم وشعائرهم في مساجد ومعبد وكنيسة بالجزيرة.
كما تجمع الجزيرة بين مذاهب متنوعة كالأباضية والمالكية وبين الثقافتين العربية والأمازيغية، هذه الاختلافات زادت من ثراء الجزيرة الثقافي وتوحدت لدى أهلها تحت مسمى “جزيرة الأحلام وأرض التسامح والسلام”.
بعد عملية جربة، أطلق أبناء الجزيرة حملات تروج لثقافة السلام والأمن تحت هاشتاغ #جربة_لاباس”، ونشروا من خلالها فيديوهات وصوراً تدعو الى زيارة الجزيرة، وتروي قصة التعايش بين الأديان بها على لسان تونسيين وأجانب من ثقافات وديانات مختلفة.
No Result
View All Result