للعام الثاني على التوالي، تُحرَم الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 11 و18 عاماً من الالتحاق بالمدارس الثانوية في أفغانستان، إذ إنّ السلطات لم تشر قطّ إلى رفع الحظر.
ففي 23 مارس/ آذار من عام 2022 الماضي، بعد ساعات من إعادة فتحها، أمرت حركة طالبان بإغلاق المدارس الثانوية للفتيات.
ومع ذلك، ظلّت مدارس عدّة خاصة بالفتيات مفتوحة في الأقاليم البعيدة عن مراكز السلطة في كابول وقندهار، بعد ضغط من العائلات وزعماء القبائل.
وترى التلميذة دينا رحيمي طموحها في أن تصبح محامية يتلاشى مع التمديد : “اعتدت أن أذهب مع أخي إلى المدرسة، لكنني الآن مجبرة على رؤيته يذهب بمفرده، وذلك في غاية الصعوبة بالنسبة لي”.
وأضافت:” ليس لدينا الآن أي شيء نقوم به، باستثناء بعض الأعمال المنزلية اليومية”.
ويحاول محمد رحيمي شقيق دينا مساعدتها على الدراسة في البيت وتلقينها ما تعلمه في المدرسة، يقول: “أشعر بالإحباط لأن أختي لا تستطيع أن تحقق حلمها، وربما لن تسطيع إفادة المجتمع في المستقبل، لذلك أبذل قصارى جهدي لمنحها فرصة للتقدم في الدراسة، ولكن من الواضح أن الإمكانيات المتاحة في الخارج لا يمكن توفيرها في البيت”.
وتأسف أم دينا لاستمرار إغلاق المدارس في وجه الفتيات دون تقديم مبررات مقنعة للأفغان، أو حتى إعطائهم أملاً في احتمال التغيير، الأمر الذي أثر سلباً على التلميذات وذويهن، ولفتت إلى أن البعد عن المدرسة له تبعات نفسية على ابنتها.
وتقول: “الأبناء سواسية عند الأم، لا فرق عندي بين الأنثى والذكر، ويجب على الدولة أن تفعل الأمر نفسه”.
وتُعَدّ أفغانستان الدولة الوحيدة في العالم التي لا يُسمح فيها للفتيات بالذهاب إلى المدرسة الثانوية مذ قرّرت حركة طالبان، استناداً إلى تفسيرها المتشدّد للإسلام، استبعادهنّ، وذلك بعد تولّيها السلطة في أغسطس/ آب 2021.
وكانت سلطات طالبان قد أفادت بأنّ الحظر الذي لا يشمل المدارس الابتدائية مؤقّت، وبأنّ الدراسة سوف تُستأنف بمجرّد تحديد برنامج قائم على التعاليم الإسلامية.
في الوقت نفسه، أشار مسؤولون في طالبان إلى أنّ رجال الدين المحافظين الذين يقدّمون المشورة للمرشد الأعلى هبة الله أخوند زاده متحفّظون بشدّة إزاء تلقّي النساء تعليماً معاصراً.
وظهر تياران حول تعليم المرأة وعملها في أفغانستان: التيار الأول يؤيد دراستها وعملها في الدوائر الحكومية وغير الحكومية، وطالب زعيم الحركة بفتح مدارس البنات أولا ثم بدء عملية الإصلاح وسد الثغرات الموجودة في النظام التعليمي. في حين يرى التيار الآخر ضرورة إصلاح النظام التعليمي أولا، ثم السماح بدراسة البنات في المدارس الحكومية.
المصدر/ رويترز