“رمضان في مصر حاجة تانية”.. لم تكن هذه الكلمات مجرد عبارة يرددها المصريون أو مطلع أغنية شهيرة فحسب، بل لطالما مثّلت حقيقة راسخة عاشها الشعب المصري وجسّدها على مدار تاريخه منذ الفتح الإسلامي لمصر في القرن السابع الميلادي.
ففي نجع حمادي بمحافظة قنا في صعيد مصر، وقبل يوم من مطلع الشهر الكريم، انتشر مشهد على مواقع التواصل الاجتماعي، لقيام عدد من المواطنين بتعليق زينة رمضان فوق كنيسة العذراء مريم، وإيصالها في شريط ممتد إلى مسجد السلام، المواجه للكنيسة، في مشهد نال استحسان الكثيرين، الذين علّقوا قائلين “نجع حمادي الحلوة”.
وشارك عدد من الأقباط من أصحاب المحال التجارية في تركيب الزينة، لرسم السعادة على وجوه المسلمين المارين في الشارع، وخاصة من رواد المسجد الذي يُعَد من أكبر المساجد هناك، استقبالًا للمصلين في هذا الشهر الكريم.
وجرت العادة لدى المصريين أن يشترك العديد من الأسر المسيحية في إقامة موائد إفطار يومية للمسلمين، في ما يصفونه بأنه محاولة لتوحيد أبناء الوطن مع اختلاف الديانتين في هذه الأيام المقدسة.
#رمضان في الصعيد.. الزينة تربط بين مسجد وكنيسة في نجع حمادي بقنا احتفالًا بقدوم الشهر المبارك pic.twitter.com/SJ0xOn9OwB
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) March 22, 2023
وقبل حلول الشهر المبارك بأيام، يقوم الصغار والكبار بتزيين الشوارع والمحال والمنازل، تعبيرًا عن استعدادهم لقدوم رمضان، ويبدأ الباعة الموسميون ببناء مواقع تجارتهم، فتمتلئ الشوارع بباعة الحلوى الشرقية مثل الكنافة والقطائف، والمخللات المختلفة الملونة التي لا تكتمل موائد الإفطار إلا بها.
هذا إلى جانب انتشار محال وأكشاك بيع المشروبات الرمضانية الشهيرة، مثل قمر الدين والتمر الهندي والعرقسوس والسوبيا، وغيرها من المشروبات الشعبية التي يحبها المصريون.
وأعلن عدد من الدول العربية والإسلامية، بينها مصر والسعودية وقطر والكويت والبحرين والإمارات وإيران والعراق وفلسطين، أن أول أيام شهر رمضان المبارك سيكون غدًا الخميس الموافق 23 من مارس/آذار.
المصدر/ الجزيرة مباشر