أفادت تقارير إخبارية أمريكية بأن السلطات الصينية زرعت جواسيس في الأحياء المحلية التي يقطنها مسلمو الإيغور لضمان عدم صيامهم.
ونقلت إذاعة (آسيا الحرة) تصريحات عن ضابطة في الشرطة الصينية تعمل في مركز شرطة قرب مدينة “توربان” في إقليم شينغيانغ الذاتي الحكم (تركستان الشرقية سابقًا حيث يقطن الإيغور) قالت فيها إن الشرطة الصينية تستخدم الجواسيس حاليًّا للتأكد من أن مسلمي الإيغور لا يصومون خلال شهر رمضان المبارك.
وأفادت الضابطة بأن الجواسيس الذين يشير إليهم المسؤولون باسم “الآذان” وهم كُثر، هم من أفراد الشرطة ومن أعضاء اللجان المحلّية في الأحياء السكانية، كما يوجد بينهم مواطنون عاديون، وذلك لمواجهة عائق اختلاف اللغة.
وقالت “بسبب حاجز اللغة قمنا بتجنيد الإيغور لمراقبة الإيغور الآخرين، وفي مكان عملي هناك ما بين 70 و80 من رجال الشرطة الإيغور يعملون مباشرة “آذانًا” أو يقودون “آذانًا” في مدينة أخرى”.
وبحسب المصدر ذاته فإن السلطات زرعت جواسيس حتى بين قوات الشرطة لمراقبة ما إذا كان ضباط الإيغور يصومون خلال شهر رمضان، وأضافت أن الشرطة ستحقق مع أولئك الذين يخالفون القوانين ويصومون الشهر الكريم.
وأفاد شرطي آخر من مركز شرطة “توربان سيتي بازار”، بحسب الإذاعة، بأنه تم استجواب 56 من سكان الإيغور والمعتقلين السابقين حول أنشطتهم في الأسبوع الأول من شهر رمضان، وتبيّن أن 54 منهم خالفوا قانون حظر الصيام، فتم احتجازهم ثم أُطلق سراحهم لاحقًا.
وأوضح موظف في “مكتب شرطة محافظة توربان” للإذاعة أن الضباط الذين عملوا “آذانًا” أو جواسيس، اختبروا زملاءهم الإيغور من خلال توزيع الفاكهة لتناولها والتأكد من عدم صيامهم، وحتى الآن لم يرصدوا أي صيام.
ولفت ضابط شرطة آخر من مدينة “توربان” إلى أن سياسة هذا العام تشمل أيضًا تفتيش المنازل ودوريات الشوارع وتفتيش المساجد، كما تعمل دورية لاستجواب عائلات الإيغور المسلمة لمعرفة ما إذا كانوا يستيقظون قبل الفجر لتناول الطعام والتجمع لتناول وجبة بعد غروب الشمس.
ويُشار إلى أن الصين بدأت منع المسلمين الإيغور من الصيام خلال شهر رمضان عام 2017، عندما بدأت السلطات احتجازهم بشكل تعسفي في معسكرات “إعادة التأهيل” ضمن جهودها لمحو ثقافتهم وديانتهم.
ثم خُفّفت القيود على الصيام جزئيًّا عامي 2021 و2022، إذ سُمح لمن تزيد أعمارهم على 65 عامًا بالصيام، إلا أن الشرطة في مدينة “توربان” منعت الجميع هذا العام من الصيام بغض النظر عن العمر، بحسب “إذاعة آسيا الحرة”.
وكتبت منظمة “حملة من أجل الإيغور” الأمريكية “تستخدم الشرطة الصينية الجواسيس للتأكد من أن الإيغور لا يصومون خلال شهر رمضان المبارك، الحزب الشيوعي الصيني يجرم كل شعائر الإسلام”.
#Chinese police are using spies to make sure that #Uyghurs are not fasting during the holy month of #Ramadan.
Police will investigate those who previously violated the law by fasting during Ramadan.
The #CCP is criminalizing every practice of Islam. https://t.co/8mvdBi2hpo
— Campaign For Uyghurs (@CUyghurs) April 11, 2023
وقال الناشط براندون وايكورت “لقد سُمح لسياسة بشعة بأن تتفاقم في الصين. المجتمع العالمي يتجاهلها فقط لأنهم يريدون الاستمرار في جني الأموال من بيجين”.
A grotesque policy has been allowed to fester in China. The world community ignores it only because they want to keep making $$ off Beijing. https://t.co/WmAD4VPn8T
— Brandon Weichert (@WeTheBrandon) April 11, 2023
تجدر الإشارة إلى أن “إذاعة آسيا الحرة” هي مؤسسة إعلامية تابعة للحكومة الأمريكية، تبث أنباء متعلقة بالصين والتبت وكوريا الشمالية وفيتنام وكمبوديا ولاوس وبورما.
ووصلت معاناة الإيغور إلى درجة غير مسبوقة، بعد إقرار العديد من القوانين التي تضطهدهم، بداية من منع ارتداء الحجاب في الأماكن العامة والمواصلات، حتى احتفالات الزواج، مع فرض غرامة 353 دولارا على كل من يخالف هذا القانون.
هذا بالإضافة إلى حظر الصوم خلال الشهر الفضيل على كل إيغوري موظف في الحكومة، أو حامل لعضوية الحزب الشيوعي، مع منع الأطفال من الصلاة في المساجد، ومنع تسمية المواليد الجدد بأسماء إسلامية، فضلًا عن منع استيراد كتب تعليم الشعائر الإسلامية، وكل ما له علاقة بالدين أو التاريخ الإسلامي.
المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع أجنبية