أعلن المجلس الوطني لمسلمي كندا إلغاء اجتماع كان مقررا مع رئيس الوزراء جاستن ترودو ضمن فعاليات “يوم المناصرة الوطني للمجلس القومي للطفولة والأمومة”، يوم الثلاثاء الماضي بسبب موقف ترودو الداعم لإسرائيل في الحرب على غزة.
وقال المجلس، في بيان ألقاه الرئيس التنفيذي للمجلس الوطني لمسلمي كندا ستيفن براون، “يصادف اليوم الذكرى السابعة لإطلاق النار في مسجد بمدينة كيبيك حيث قُتل 6 من المصلين وأصيب 19 آخرون. ليلة غيّرت هذا البلد. ليلة غيّرت هذا المجتمع. ليلة غيّرت إلى الأبد الطريقة التي نرى بها مكاننا في كندا“.
ففي 29 يناير/كانون الثاني 2017، اقتحم شاب مسلح يدعى ألكسندر بيسونيتي (34 عاما) ليلا مركز كيبيك الثقافي الإسلامي، وأطلق النار على المصلين، مما أدى إلى مقتل 6 وإصابة آخرين بجروح خطيرة.
وأضاف براون “ولأننا نكرم ذكراهم وإرثهم، قررنا إلغاء اجتماعنا مع رئيس الوزراء جاستن ترودو كجزء من يوم المناصرة الوطني للمجلس القومي للطفولة والأمومة اليوم، والذي يركز على مكافحة العنصرية النظامية (الإسلاموفوبيا) والمعادية للفلسطينيين”.
تابع “لقد طفح الكيل. لقد انتظرنا وقتا طويلا حتى تتحقق الوعود الفارغة، بدءا من مشروع قانون فعال للأضرار على الإنترنت، إلى التدخل في مشروع قانون كيبيك رقم 21، إلى التأكيد على حقوق الإنسان الفلسطيني. إما أن نؤمن بحقوق الإنسان وإما لا نؤمن بها. ولهذا السبب اتخذنا هذا القرار بالتشاور مع القيادة من الساحل إلى الساحل”.
وخلال مؤتمر صحفي عقد عقب إلقاء بيان المجلس، أكد براون أن موقف ترودو من دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي “كان القشة التي قصمت ظهر البعير”.
وكان ترودو قد سبق حكم محكمة العدل الدولية، وعارض دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، قائلا خلال مؤتمر صحفي إن بلاده تقدر دور المحكمة لكن لا يعني أن موقفها سيؤيد وصف إسرائيل بأنها ترتكب “الإبادة الجماعية“.
وفي 11 يناير/كانون الثاني الجاري، بعث المجلس الوطني لمسلمي كندا برسالة إلى الحكومة الكندية طالبها بعدم معارضة طلب جنوب أفريقيا المقدم إلى محكمة العدل الدولية بشأن غزة وقبول قرار المحكمة.
وحسب الرسالة، فإن “كندا يجب أن تدافع عن العدالة لجميع الناس وتترك المحكمة أن تقوم بعملها”.
وفي يوم الاثنين الماضي، طارد ناشطون داعمون لفلسطين ترودو عقب خروجه من أحد الاجتماعات في مدينة أوتاوا الكندية، حيث تتبعه الناشطون منددين بتواطؤه في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وهتفوا “العار عليك”، و”جوستين، لا يمكنك الاختباء، أنت ترتكب جريمة إبادة جماعية”.
وعلى مدى يومي 22 و23 يناير/كانون الثاني الجاري، نظم ناشطون مؤيدون لفلسطين مظاهرات متواصلة أمام فندق بمدينة مونتريال يحضر فيه رئيس الوزراء اجتماعًا مع حكومته.
وأظهرت المقاطع العشرات يقفون أمام الفندق، حاملين أعلام فلسطين، ورافعين لافتات تندد بدعم إسرائيل، وتطالب بوقف فوري لإطلاق النار.
وفي 15 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وثق ناشطون في مقطع فيديو نشر على منصة فيسبوك مشهد احتجاج أثناء تناول جاستن ترودو العشاء مع زوجته في أحد المطاعم بالعاصمة الكندية أوتاوا.
ووجه مؤيدون لفلسطين إلى جاستن كلمات بصوت مرتفع “أنت لا تفعل شيئا. يداك ملطختان بالدماء. انظر إلينا جاستن. عليك أن تنظر إلى جرائمك. كم عدد الأطفال الذين ينبغي قتلهم؟ أنت تقتل الأطفال. عار عليك جاستن”، وهتفوا “أوقفوا إطلاق النار الآن”.
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلنت مجموعة من كبار المانحين المسلمين في كندا قرارها الامتناع عن جمع أموال للحزب الليبرالي الحاكم بسبب موقفه من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وامتناع رئيس الوزراء جاستن ترودو عن الدعوة لوقف إطلاق النار.
ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون الكندية عن المجموعة التي تمثل الطبقة العليا من المانحين إعلانها الانسحاب من نادي “لورييه”، بسبب “عدم إبداء ترودو اهتماما يُذكر بالقانون الدولي أو بأطفال غزة”.
وقالت المجموعة في رسالة إلى الحزب “بقلوب مكسورة، يجب أن نغادر نادي لورييه، فكرة أن هذا الوضع سوف يُنسى خلال عامين هي إستراتيجية محفوفة بالمخاطر وغير حكيمة بالنسبة للحزب”.
وفي 21 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تداول نشطاء مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي توثق طرد جاستن ترودو من أحد المساجد الشهيرة بمنطقة إيتوبيكوك في مدينة تورنتو بسبب اتهامه بدعم إسرائيل.
وأظهر المقطع وقوف جاستن بجانب إمام المسجد حيث فوجئ رئيس الوزراء الكندي بغضب عارم من المصلين الذين رددوا عبارات “عار عليك” قبل أن يتم طرده وإخباره أنه غير مرحب به.
يذكر أن المجلس الوطني لمسلمي كندا هو منظمة متخصصة في مجال الدفاع عن الحريات المدنية وحقوق الإنسان ومكافحة الإسلاموفوبيا، وهي الفرع الكندي لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير).
وتأسس المجلس في يوليو/تموز 2000، وكان يعرف باسم المجلس الكندي للعلاقات الأميركية الإسلامية (كيرـ كان)، ثم غيّر اسمه في يوليو/تموز 2013 إلى المجلس الوطني لمسلمي كندا، ويقع مقره الرئيسي في أوتاوا.