No Result
View All Result
لازال واقع النساء في العراق يعاني الكثير، خاصة نساء الأقليات اللاتي يشكين من التهميش والتمييز على مستوى الجنس والقومية وعدم منح الفرص الكاملة لهن في التمثيل السياسي، وكسر الصور النمطية الملاصقة للكثير منهن، بيد أن وسط هذه التحديات تبرز هنا وهناك نساء متميزات في المجالات المدنية والاجتماعية وحتى الوظيفية، الأمر الذي يظهر قوة وإصرار المرأة العراقية على التميز بغض النظر عن هويتها الدينية أو القومية.
آفين القس، وهي ناشطة من الديانة المسيحية، تروي لنا قصتها عندما كانت في الثامنة عشر من عمرها، حيث تركت كل شيء وسارعت لإغاثة المحتاجين والمتعففين في الموصل وسهل نينوى، مؤكدة على مواصلة طريقها لوضع بصمة مميزة في المجتمع وتكريس العمل لإيصال صوت النساء والمستضعفات اللاتي حرمن من حقوقهن وتم تهميشهن، على حد قولها.
وكشفت القس، عن وجود تمييز مزدوج للنساء من الأقليات “لأنها امرأة فهذا يجعلها عرضة للتهميش، وكونها من الأقليات فهي تختلف عن مجتمع الأكثرية، ومن الممكن أن يتم تمييزها بسبب لغتها المختلفة او زيها ومظهرها المختلف من ناحية الزي التقليدي”.
وأشارت، إلى أن الدستور العراقي لم يراعي نساء الأقليات بشكل واضح وصريح، وانما هناك قوانين لحماية الأقليات بشكل عام، والقوانين التي تعمل على حماية المرأة خجولة جدا ولا تطبق على ارض الواقع بحكم الطابع العشائري والقبلي ووجود العادات والأعراف السائدة.
ركز الدستور العراقي في المادة 14 على ان العراقيين متساوون أمام القانون من دون تمييز بسبب الجنس او الدين او العرق. فهذه المادة تحصن مبدأ المساواة، وتمكين المرأة من الطعن بأي قانون أو قرار أو تعليمات، تخالف مبدأ المساواة التي نص عليها الدستور، بينما يطالب عدد من الناشطات النسويات تشريع قوانين تحمي المرأة من العنف والانتهاك والتمييز العام.
وهنا أوضحت ئاوات حسام الدين طيب، ممثل الزرادشتيين في حكومة إقليم كردستان العراق، مكانة المرأة في الديانة الزرادشتية باعتبار النساء شريكات الرجال في النضال المشترك ضد الشر، و إن مفاهيم التكافؤ بين الجنسين متجذرة بقوة في تعاليم زرادشت، مشيرة إلى واقع النساء الزرادشتيات والذي ينقسم إلى قسمين “هناك منهن من تكون عوائلهم متفهمة ومثقفين من ناحية التسامح، فهن يمارسن حقوقهن في الحرية الدينية بدون اية مشكلة، وهناك قسم بسبب الاندماج العائلي و الالتزامات العائلية والدينية الإسلامية، فلديهن مشاكل عائلية في الاجهار عن زردشتيتهم، وقسم لديه مخاوف من عودة الارهابين امثال داعش”.
وتعمل اوات كأول امرأة تمثل الديانة الزرادشتية تطوعا في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في حكومة إقليم كردستان العراق منذ 2015، العمل الذي وضع تحديات وعراقيل أمامها خاصة في مجتمع رجولي التقاليد و العادات، على حد وصفها .
لافتة الى “وجود عدة تحديات منها التهديد بالقتل والشتائم وطلب الشكوى في المحاكم، والتشهير في مواقع التواصل الاجتماعي بسبب التصدي بالإعلام والدفاع عن الزرادشتيين”، مؤكدة على مواصلة الطريق ومواجهة كل التحديات بحزم لنشر رسالة المحبة والسلام في المجتمع خدمة للمسيرة الإنسانية.
وفي عام ٢٠١٨ حصلت الناشطة الأيزيدية نادية مراد على جائزة نوبل للسلام تقديرٌ تتلقّاهُ نيابةً عن جميع الأيزيديين وغيرهم من العراقيين الذين كانوا الضحايا والأشد معاناة من وحشية الإبادة الجماعية لإيديولوجية داعش الإرهابي.
و اضافت مروة حسين من القومية الشبكية، أن نساء الأقليات أصبح لهن تمثيل وحضور في المنظمات خاصة بعد دخول داعش الإرهابي وتركيز وسائل الإعلام والمنظمات على مناطق الموصل، لكن هناك تمييز سلبي يلحق بنساء الأقليات في الوصول الى فرص التدريب والتأهيل وتسليط الضوء على قصص نجاح بارزة، فضلا عن نظرة المجتمع إلى المرأة الشبكية.
واستعرضت مروة، النقاط التي شهدت تغييرا إيجابيا بعد عام 2014 بالنسبة لواقع المرأة الشبكية، في قضايا الحصول على التعليم وزيادة عدد المدارس والسماح بقيادة السيارة، في حين يستمر حرمان النساء من الميراث و الزواج المبكر إلى حد ما بسبب المجتمع والعادات السائدة.
من جانبه اكد المختص في شؤون الأقليات ميرزا دنايي، وجود قلق من تزايد مستوى التمييز على أساس الدين شعبيا نتيجة الإرهاب والتطرف، مشيدا في الوقت نفسه بتشريع بعض القوانين بعد عام 2003، وطالب الحكومة بتطبيق برامج حقيقة وناجعة في نشر ثقافة التنوع والتأكيد على احترام حقوق الإنسان وحقوق المرأة والاتفاقيات الدولية ومنها اتفاقية سيداو.
وبين دنايي، أن مجتمعات الأقليات الدينية في العراق أغلبيتهم مجتمعات ريفية ولديهم معاناة باعتبارهم مناطق نائية، وان المرأة تستحق أن تنال كافة حقوقها في جميع المستويات وأن تتخلص من الحياة الذكورية المفروضة عليها.
و أفرزت نتائج الانتخابات البرلمانية التي أجريت عام 2021 فوز 97 نائبة بينهما 6 نواب فقط من نساء الأقليات اثنتان من الديانة المسيحية واثنتان من الديانة الإيزيدية ومثلهما من الكاكائية يمثلن نساء الأقليات.
No Result
View All Result
Your point of view caught my eye and was very interesting. Thanks. I have a question for you.