شهدت الأيام الأخيرة الماضية حراكا دبلوماسيا لافتا واتصالات واجتماعات رفيعة المستوى تتعلق بجهود احلال السلام في اليمن ، البلد الذي يعيش حربا منذ العام 2015م.
اخر تلك التحركات، لقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان برئيس واعضاء في مجلس القيادة الرئاسي اليمني، امس في الرياض.
قبل هذا اللقاء، كان رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة قد التقى بسفير واشنطن لدى اليمن، ستيفن فايجن.
مبادرة سلام سعودية
وفي اللقاء تحدث العليمي عن مبادرة سعودية للسلام في اليمن، وفق ما نقلته وكالة الانباء الحكومية سبأ.
الوكالة قالت ان اللقاء تطرق الى مستجدات الجهود الإقليمية والدولية لتجديد الهدنة، واحياء العملية السياسية، وفقا للمرجعيات المتوافق عليها، والمبادرة السعودية لإحلال السلام والاستقرار في اليمن، دون مزيد من التفاصيل.
رئيس مجلس القيادة الرئاسي، لم ينسى خلال لقائه سفير واشنطن بالموقف ،الأميركي الداعم للمجلس والحكومة و الشعب اليمني، بما في ذلك التعهدات الأميركية الأخيرة لخطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية.
كما أشاد بدور البحرية الأميركية، والحلفاء الاقليميين، والشركاء الدوليين في اعتراض المزيد من شحنات الأسلحة، والمخدرات الإيرانية المهربة لجماعة انصار الله ”الحوثيين”، وشبكات العنف المدعومة من النظام الإيراني ومشروعه التخريبي في المنطقة، حد تعبيره.
واشنطن تدعم عملية سياسة شاملة
وعلى صلة بواشنطن وموقفها من السلام في اليمن، قالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي، بابرا ليف، إن واشنطن ملتزمة بدعم حل دائم للصراع في اليمن من خلال عملية سياسية يمنية – يمنية شاملة، برعاية الأمم المتحدة.
وأكدت بابرا ليف، أن محاولات جماعة ”انصار الله” الحوثيين، للاستيلاء على السلطة بالقوة تعد تحدياً للإجماع الدولي.
كما أدانت، في حوار مع صحيفة “الشرق الأوسط”، تدفق الأسلحة الإيرانية الفتاكة إلى اليمن.
حل سياسي شامل
وعودة للقاء الذي جمع مجلس القيادة الرئاسي مع الامير محمد بن سلمان، فقد استعراض مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية، والتأكيد على استمرار دعم المملكة العربية السعودية لمجلس القيادة الرئاسي، والحكومة والشعب اليمني، ودعم كل الجهود للتوصل الى حل سياسي شامل برعاية الأمم المتحدة لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في اليمن.
وأشا العليمي بالعلاقات الثنائية الراسخة بين البلدين والشعبين الشقيقين، والمواقف الاخوية المشرفة للمملكة بقيادة أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، بما في ذلك دورها القائد لتحالف دعم الشرعية، وتدخلاتها الإنسانية والاقتصادية والانمائية السخية في مختلف المجالات، بحسب الاعلام وكالة سبأ.
من جهتها، قالت وكالة الأنباء السعودية واس، إن اللقاء استعراض مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية، والتأكيد على استمرار دعم الرياض للمجلس، ودعم كل الجهود للتوصل إلى حل سياسي شامل في اليمن برعاية الأمم المتحدة.
اللقاء حضره أعضاء المجلس، سلطان العرادة، وعبدالله العليمي، وعثمان مجلي، وفرج البحسني الى جانب مدير مكتب رئاسة الجمهورية يحيى الشعيبي، وتغيب عنه عيدروس الزبيدي وطارق صالح والمحرمي، فيما حضره من الجانب السعودي رئيس الاستخبارات العامة، خالد الحميدان، وسفير المملكة لدى اليمن محمد سعيد آل جابر .
بايدن يشكر سلطان عمان
وفي سياق متصل باليمن شكر الرئيس الأمريكي جو بايدن سلطان عمان، يوم الثلاثاء، على دعم بلاده لهدنة توسطت فيها الأمم المتحدة في اليمن وعلى قرارها فتح مجالها الجوي أمام جميع الطائرات المدنية.
وقال البيت الأبيض إن بايدن وسلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد اجريا اتصالا أكد فيهما العلاقات التاريخية بين البلدين.
وجاء في البيان: شكر الرئيس بايدن السلطان هيثم على قيادته الشخصية ودعمه للهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في اليمن، والتي شهدت على مدار العام الماضي أطول فترة هدوء منذ بدء الحرب قبل أكثر من عقد.
وتقود سلطنة عمان مفاوضات خلفية بين جماعة انصار الله والسعودية، إضافة إلى مفاوضات برعاية الأمم المتحدة من لتمديد الهدنة في اليمن التي انتهت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ورفض ”انصار الله” الحوثيون تمديدها.
السلام ورؤية يمنية موحدة
الى ذلك كشف نائب رئيس هيئة التشاور والمصالحة في الحكومة اليمنية، عبدالملك المخلافي، الثلاثاء، أن مجلس القيادة الرئاسي بصدد تشكيل فريق تفاوضي، وهو الفريق الذي تأخر الإعلان عنه والمعني بالتفاوض مع جماعة ”انصار الله” الحوثيين.
وقال المخلافي في تصريحات متلفزة، إن السلام لن يتحقق في اليمن دون التوصل لرؤية يمنية موحدة.
ولفت إلى أن هيئة التشاور تمكنت من عقد لقاءات بين الأطراف اليمنية بدون وساطات للمرة الأولى، مؤكداً أن الهدف الرئيسي هو المصالحة بين القوى السياسية تمهيدا لاستعادة السلام.